في ذكراك

دق الهاتف في الساعه التاسعه صباحا ... جاءني صوتها واهنا ضعيفا جعل قلبي يخفق .. كنت اعرف حقيقه مرضها و مع ذلك كانت شعله من النشاط لم تتأخر يوما عن تدريبات اولادها و لا عن خدمة أبيها المسن

أول سؤال ما بك ؟ و من بعد اجابه السؤال لم نفترق الا بمشيئه الله ان تذهب هي الي العالم الاخر و تتركني هنا في حيرة و ألم و غضب و أطفال لا يعلمون برحيلها و اب عجوز بكي علي صدري و لا الطفل الصغير حزنا علي وفاة وحيدته

ليال طويله لم استطع النوم تمر ذكريات شهر بأكمله في صراع ووهن و الجري وراء الاطباء و البحث عن واسطة حتي يتكرم السيد الطبيب بالكشف عليها و رشوه السيدات الفضليات الممرضات حتي لا يضربوها او خدمتها لانها لا تقوي علي الحراك

واجهنا اسوأ انواع البشر في مستشفيات التأمين الصحي و رايت بعيني دموع المرضي و هن في اشد الحاجه للمسه حنان بينما ملائكه الرحمه يسببن و يلعن المرضي بل وصل الامر بهن ان يتركن سيده عجوز توفت اثر جراحه خطيرة وسط المريضات حتي الصباح

يرن صوتك في اذني كثيرا و انت في حالتك الهستيريه من شده الالم برجاء ان اجد طبيبا ان يرحمك و اخيرا بعدما تحقق المراد لم تمكثي طويلا رحلت بعدما توفر العلاج و لن انسي عيونك السوداء الجميله و انا بجوارك اضحك معك و ناكل سويا و نأمل بانك غدا ستشفين و تخرجين لاولادك و تطهي لي الاسماك الشهيه التي وعدتيني بها

.. وحشتينا