Tuesday, January 12, 2010

لقد اصبح عندي اليوم.... بطانية



ليال الشتاء القارسة ... الشباك المكسور ... الصقيع يدب في الأطراف ليلا

يطير النوم من العين .. لا يدفأه شيئا سوي دموعه الساخنة ... تلهب خديه من الملوحة والسخونة

دعوات حارة الي الله ان يزور النوم لعينيه و لو لحظات قليلة قبل الذهاب للعمل و الجامعة

يوم طويل شاق ينتظره .. لا يستطيع النوم .. لا يعلم أهي قرصة البرد .. أم قرصة الجوع

لم يقتات شيئا يذكر منذ الصباح .. فقط ساندوتش صغير بقدر قروشه القليلة

يفرك ذراعيه و قدماه لعلهما يدفئان و يزور ملاك النوم عينيه المتعبتان لكن لا جدوي

اتخذ قرارا .. غدا بعد العمل سيذهب الي بيت اقربائه الاغنياء و يطلب بطانية أضافية

يفرشها فوق تلك الخفيفة الباقية من ذكريات أمه و الزمن الجميل .. نعم سأذهب وأطلب

و لما لا ؟ عندهم أغطية كثيرة و دافئه حتي لو تطلب الأمر القيام بخدمات أضافية بجانب

شراء الطلبات و مذاكرة أولادهم السمجين و مسح أرضيات بيتهم في أيام الشتاء القارسة

لكن هيهات .. جاء الرد صادما .. لن نعطيك شيئا .. لا نستطيع ان نغير ألوان الديكور بالتخلي

عن أحد اغطيتنا ... كتم دموعه المسكين و صار في الطرقات يحاكي نفسه و يتمني ألا يأتي الليل

حتي لا يزوره البرد القارس .. سنوات و سنوات و البرد صديق الليالي

تذكر كل هذا و هو يقود سيارته قاطعا منطقة شعبية سعر البطانية المعروضه هناك لا يتجاوز الاربعون

جنيها في عام 2010 فما بال السعر من 18 عاما ؟ لعله نصف الثمن و لكن التضحية بعشرون

جنيها لا أكثر من قساة القلب تساوي الكثير

وصل الي بيته و خلع ملابسه و استحم بماء ساخن و صابون رائع الرائحة ... و استرخي

دخل سريره و شد فوقه بطانيه ملمسها حريري دافئة جدا .. حمد الله

و قبل أن يروح في سبات عميق .. همس لنفسه و قال ... افرح لقد صار عندي اليوم ..بطانية

3 comments:

badry212 said...

عمل جيد
تحياتى

gannah said...

ازيك؟ز يارب تكونى بخير
نشرت مقال د.راغب السرجانى عن تركيا فى المدونة من أجلك
اعتذر عن التأخير لكنى لم انسى والله
تحياتى لك ولابنك

سمراء said...

دائما ما اري اننا الوحيدون الذين لديهم القدرة على تغيير حياتنا لا بيد الاخرين

السعادة
النجاح
.
.
.
قرار داخلي


سمراء