كنت في طريقي لاحد السفارات مستقلة مترو الانفاق
و كعادتي اخذت اتطلع و اتأمل في الناس في ذهابي و عودتي
في طريق العودة كان الجو حارا خانقا و بدأ الزحام يشتد و خروج الطلاب من المدارس بعد اداء
الامتحانات ، لم استطع اللحاق بعربة السيدات كالعادة رحمة بنفسي من نظرات الرجال المتجاوزة
في معظم الوقت او نظرات الازدراء من ذوي اللحي
المهم وجدت كثير من الطلاب في سن المراهقه فيما يبدو انهم من طلاب المرحلة الاعدادية
يتحدثون بصوت عال جدا و صخب غير مبالين أحد و يجرون بين الركاب و يتنقلون من عربة لأخري
دون حساب أو خوف أن يغلق الباب علي أحدهم او يفوتهم القطار او يسقط احدهم تحت عجلات القطار
كان السؤال الدائر في رأسي أين امهات و أباء هؤلاء الصبية ، لما يتركوهم هكذا لمصير مجهول
ربما لا يعود ابن احدهم في يوم ـ لما أطفال هؤلاء الأسر غير عزيز عليهم و لا غال هل ذلك بسبب
انهم كثيري الانجاب فلو ضاع طفل أو صبي فلديهم الكثيرين غيرهم؟؟؟؟
او لو مات أحدهم فالاسرة سترتاح من فم مفتوح يأكل ثلاث وجبات في اليوم و لديه مطالب من ملبس
و مكان للنوم ؟ و اكثر ما يقدمونه له حداد ثلاث ايام و جلابيه سوداء و السلام؟؟؟؟
الشئ الأخر الذي جذب انتباهي - ان تليفون أحدهم رن برنه دينية ثم رن تليفون أخر برنه بأغنيه لعمرو دياب
فما أن صاح احدهم أقفل هذا الموبايل - يا ابن كذا - الأغاني حرام
و اخذ الصبيه يتبارون في قذف بعضهم البعض بأفظع الألفاظ و العجيب انهم يتضاحكون و لم يغضب احدهم
بأن تسب امه او أبوة
ألم يعلموا لو أن الأغاني حرام أن الالفاظ البذيئة و الشتائم ايضا حرام و انها تؤذي أذن و مشاعر الناس
أي تربية يتلقاها هؤلاء الصبية ؟ أي قيم ؟ أي رعايه؟
الشئ الثالث و الذي لا أعيب علي الفقر فيه ابدا ان الصبية في منتهي القذارة و كأن أجسادهم لم تري الماء و الصابون
منذ ان ولدوا من بطن امهاتهم - لا أعرف ما العلاقه بين الفقر و النظافة؟ أم هي ثقافة شعب ؟
كثيرا ما أحس ان المصري اصبح يفتقد للمسه الجمالية في حياته - رأيت شعوب اخري فعلا فقيرة لكنهم يبدعون
من الاشياء الصغيرة البسيطة أشياء في منتهي الجمال تضفي نوع من الزينه علي بيوتهم و ملابسهم
لعلنا نحتاج الي صحوة