Wednesday, April 9, 2008

بهيــــة


كانت تدعى بهية .. ربما لأنها فعلا كانت بهية و شهية .. المرأة المصرية الشامخة دائما بقوامها المثير و مشيتها المدللة و كبريائها
كم تغني شعراءبالمرأة المصرية السمراء الهيفاء .. في شبابها عفية رقيقة ذات حياء و في نضوجها امراءة شهية فاتنة و في شيخوختها وقور و حكيمة .. أين ذهبت تلك المرأة ؟
ربما تغضب مني بنات بلدي و يقلن ها نحن ألا ترين ؟
أراكن و أعلم انكن جميلات فاتنات لكن انا لا اتحدث عنكن صاحبات الطبقة الراقية او حتي المتوسطة . لا اتحدث عن صاحبات احدث الموضات و عطور ديور انما عن طبقة فجعت و احسست بألم شديد لرؤيتها علي حالها من انكسار و بؤس. ذهبت الرشاقه و الفتنة و نظرة العين الساحرة الي اجساد مترهلة و عيون ذابلة ذهبت رائحة العطور البسيطة الي رائحة عرق خانق
منذ سبعة عشر عاما مضت كنت استقل مترو الأنفاق للوصول للجامعة او وسط المدينه .. كنت استقل عربه السيدات طبعا نظرا لاني متبرجه و لا اريد أن اجرح شعور الساده الرجال - لا سمح الله - كنت اري وجوه فتيات في عمري و سيدات في منتصف العمر و عجائز الجميع متوسط الحال لكنهن مهندمات و مهتمات بـأنفسهن الي حد ما حتي ان جاءت محطه الوصول كانت الواحده تعدل من زينتها قبل النزول .. لماذا ؟ لان امراءة تحس بذاتها . السيدات كن بتحدثن الي بعضهن البعض و ان كن لا يعرفن بعضهن البعض لمجرد تمضية الوقت
لكن
حديثا جدا اضطررت ان اركب نفس مترو الأنفاق من محطة سراي القبة للمعادي اي ما يقرب من نصف ساعه و يالهول ما رأيت
لم أجد أي بهية
وجدت وجوه حزينة .. رءوس محنية .. نظرات ساهمة لا تلوي علي شئ .. اجساد اما نحيفة بافراط او شديده السمنه و الترهل.. وجوه فقدت نضارتها حتي الفتيات الصغيرات واضعات مساحيق التجميل بنوع من الجهل و ليس فيها أي اناقة او جمال ..سيدات يرتدين ما طالت ايديهن بلا ذوق و لا تناسق في الألوان .. النساء صامتات اللهم الا من سيده تصيح فجأة بدعاء او بنصائح دينية دون سؤالها او السماح لها بذلك لكنه فرض طالما تستقلين نفس العربة .. سيده اخري تبدو معلمة تحمل كتابا لتعليم اللغة الأنجليزية أشك انها تستطيع قراءة حرف فيه و لكنها وظيفه و حسب تبدو مكتئبة و بشدة تساءلت كيف ستعلم اطفالنا الأمل في الغد و هي بهذا الحال , فوق هذا كله رائحه خانقة تفوح في العربة كلها .. حتي عطور الياسمين الرخيصة اختفت.
ببساطة انا أحيا و السلام .. بلا طعم للحياة
ماذا حدث لبهية .. الله لا يسامحك يا من قتلت بهية

20 comments:

Anonymous said...

baheya was killed and we r the witnesses ..yaseen too
-its really sad to see the process of killing of a nation..we may even share in that...!!!!!

بنت القمر said...

لاني بشوف تعليقات حضرتك هنا وهناك وضعت المدونه بتاعتك علي الريدر الخاص بي وتابعت في صمت
لكن انهارده كان لازم اخرج من الصمت واحييكي بشده واتفق معاكي واقول منك لله ياللي قتلت بهيه بالكبت والقهر والظلم والجهل
يا عزيزتي نهايه مظهر الانسان هو مرايه اروحه واذا كانت روح بهيه ممزقه زمشلفطه لازم تلبس بني علي كحلي ومشجر علي مقام وتحط اي لاينر مشلفط
عادي اختفي الجمال لاختفاءالزمن الجميل لنظري افلام الابيض واسود فين الفساتين دي والتسؤيحات والحواجب والكعوب العاليه اللي تخلي الواحده غزاله مش الباليرينات بتاعه مشاوير السوق
حديث يطول وبعد اذنك ها اخد لينك من البوست ده عندي
وتقبلي مروروي وتحياتي

blackcairorose said...

Someone in life

بوست أكثر من حساس

لكن ماذا أقول؟

أنت وضعتى أصبعك على الجرح وضغطى عليه فلاغرابة اذا وجدتيه ينزف دما

لماذا تندهشى من وضع وهيئة المرأة المصرية فى الشارع الان؟

أليس وضعها هو انعكاس واضح جدا ومباشر جدا لوضع مصر نفسها؟؟

مهمومة

مثقلة بالضغط الاقتصادى والنفسى والاجتماعى

كان لها قيمة والآن للأسف بلا قيمة

كانت دولة عز فصارت....

كانت دولة تمدين وحرية وليبرالية

كان أهلها عددهم قليل واللقمة متوفرة

كان فيها المسلم والمسيحى واليهودى
سواسية وكان فيها جاليات اجنبية تحيا وتعيش وولائها لمصر اكبر من ولائها لبلادها الاصلية

حين جاءت الملكة صوفيا فى صغرها للاسكندرية كانت تتعلم فى مدارسها باعتبارها من أرقى المدارس

كان لدينا ملك ثارت عليه المعارضة الوفدية يوما حين كثرت الاغانى التى تغنى باسمه، ونشرت فى صحفها أن الغناء لا يجب توجيهه لفرد بل للشعب

كنا السباقين فى المنطقة، فأين نحن الان من دبى أو الأردن أو المغرب؟؟ وكلها دول ذات معدلات تنمية عالية وأداء اقتصادى جيد جدا

اين
اين اين


لماذا أذا نندهش اذا وجدنا السيدة أو الرجل فى الشارع فى حالة مزرية؟

أنا ايضا لا أتكلم عن الطبقات العالية التى تأتى بملابسها من أوروبا، انما اتحدث عن فرد الشارع

قد يرانى البعض فى حالة تشأؤم ولكن والله هذا احساسى دون ذرة زيادة أو نقصان

Anonymous said...

someone in life

ربما غابت بهية .. أو غابت روحها .. لكن الوعى فى ضميرنا لايزال هناك ..

لم تنمحى الذاكرة .. وان بهتت الصورة .. لازلتى تذكرى حتى العطور البسيطة .. وتذكر بنت القمر الفساتين الرائعة والكعب العالى وكذلك روز إذ ذكرت أغانى الملك وكيف كنا على قدم المساواة مع اوروبا .. أفلامنا شبه افلامهم .. لدينا أول سكة حديد مثل انجلترا

فاتنى ان اقول ان اى تغيير فى أى مجتمع يسبقه هدوء مريب .. وحالى من الترقب .. لكنه فى النهاية لايصح الا الصحيح

تذكرى ان اليابان كانت قد تساوت بالارض بعد الحرب العالمية .. لكن ذاكرتها كانت مملوءة بالتكنولوجيا وصناعة حاملة الطائرات

ذاكرتنا بخير .. كذلك فنحن بخير ..لأننا لم يغمى علينا بعد .. ولازالت بهية بكامل زينتها فى تلك الذاكرة .. وحين يأتى موعد عرسها .. سنزينها مرة أخرى .. ومعها ياسين أيضا أبو لاسة نايلون

تحياتى للبوست الجمسل

touta dawood said...

اشكرك
هى الكلمه التى اقولها على هذا البوست الذى يذكرنا بانه كان لنا مجتمع جميل حين كانت المراه تسير فى الطريق و نحس ان هناك امراه تسير فى الطريق .اما الان فاحس ان معظم النساء فى الطريق فقط كائنات حيه ليس الا و لا اعتقد ان السبب هو الكم الهائل من العبء الملقى على عاتق المراه , فالمراه المصريه يقع عليها اعباء منذ الازل و لكن اعتقد ان السبب فى هذا هو الجهل و الفهم الخاطىء للدين مع ان الله جميل يحب الجمال و يدعو فى قرانه لاخذ الزينه عند كل مسجد و تلك الزينه كما يعتقد البعض هى للرجال فقط اما النساء فلا.سامحهم الله و سامح كل من شوه تعاليم الدين التى تدعو الى النظافه حتى تلك الرائحه>رائحه النظافه< حرمنا منها
لك منى مره اخرى كل الشكر و اود ان اشير انك تتمتعين بموهبه الكتابه و لديك اسلوب منمق و جميل ورؤيه لامور ظن البعض انها اندثرت
فالى مزيد من الرؤ ى و انا انتظر

Anonymous said...

بهيه صديقتى لم ولن تغيب
صدقينى انها مقاتلة منذ ان خلقعا الله

قد تتعب يوما
تسأم اياما
تبدو خاملة او مترهلة

لكنها فى وقت لا يتوقعة احد
تنفض عنها كل هذا

تزيل الكسل والخمول
تحارب الترهل

فقط ضعى ثقتك فى بهية

اما عن حال النسوة
فقد اصح الان من تهتم بحالها او مظهرها
تتهم بانها تفعل ذلك لغواية الرجال

سأخبرك شيئا لن تصدقية

هناك صديقة لى
رأت احد صديقاتها ممن يرتدون الخمار
لا تهتم بارتداء صديريه لصدرها
وحين نبهتها لذلك

نهرتها وقالت لها ان ارتداء الصديريه غواية للرجال

هل تصدقين ذلك صديقتى

هل رأيت ما ال اليه حال بهية

ولكنى اثق انها مرحلة عابرة
ستنفض بهية كل هذا

وتعود شابة فتية متحررة كما عهدناها دوما

كل الحب



وتظهر نضرة
فتية
شابة متألقة من جديد

Anonymous said...

*to clarify more ...i have to say that every body you meet in the street or anywhere is a mirror of our social , political and relegeous conflict "status"....we all are "poor" ( different degree of poorness),...we cant express our opinion ,...we all jailed behind fault and mixed up relegeous thoughts ..
*(its our social ,political and relegeous conflicts)*
**.. the egyptian chalenge throught next generation...either to fight poorness , to find the way to say our thoughts to break down our relegeous jail or....sorry ..i cant write the expected fate...
***keep going ..you have a great , sensetive and marvelous writing and thinking way....takecare

عين فى الجنة said...

سيدتى العزيزة
اغرب شيء ان البنات والسيدات يخترن اسوأ انواع الملابس ويتعمدن البهدلة فى الملبس ، شوفى البنطلونات الجينز الدرتى والجربانة والجاكتات اللى الخيوط تبرز من حوافها والالوان الكئيبة والملابس الكاجوال دى موش رخيصة بل باهظة الثمن
يعنى ما جتش بقى على الستات بتوع المترو اللى رايحين وراجعين ن الشغل ودول غصب عنهم
بس على فكرة احنا كده نبقى جيران ما دام بتركبى من محطة سراى القبة
:)))
تحياتى

someone in life said...

Anonymous

we have to survive Bahya again we need to rebuild minds and culture again all must rush to help Bahya



بنت القمر
أهلا بيكي و انا سعيدة ان حضرتك عجبك الموضوع و كمان اضافتك لمدونتي عندك شرف كبير
بالنسبة لموضوع البوست صدقيني انا حزينه جدا لحال المرأة المصريه اعرف انها مطحونه بين زوج و اولاد و عمل لا وقت لها علي الاطلاق لذا اختفت المرأه
المدلله من هذا الزمن الصعب
أعانها الله و لكني ارجوها ان لا توأد نفسها .. اتمني مرورك دائما

someone in life said...

Black cairo Rose

اعرف انك غير متشائمه على الاطلاق و ترين الواقع انا ايضا اراه و انا احيا بداخله
و انا ان كتبت فلمجرد التنبيه و ليس السخريه كمت يظن البعض اتمني ان تعود بنت بلادي ,, تحياتي



شريف
أردت التنبيه لا اكتر و الا ياسين سيهرب من بهبة
اعرف تماما ان بعد العسر يسرا لكن العسر اصبح مدبدا و بهية قربت تتحنط و لا ايه .. تحباتي و شكرا لتشجيعك

someone in life said...

Touta

اهلا بكي انفق معكي بشده المرأه هي المرأه و ان كانت نحمل هموم و لكن تغيير الفكر و تشتيته فاصبح كل شئ حرام حتي الصابون ذو الرائحه العطره كل شئ تسمم في هذا المجتمع لا سامحهم الله دمتي بخير


شيرين

انت تتفقين معي و مع توتا ان تغيير الفكر اضاع الكثير من المرأه و سبب لها مشاكل كتيرة نفسيه و اجنماعبه ومن اهمها الطلاق لاهمالها بجانب الخرس الزوجي المعتاد في البيوت المصريه لقد حل هؤلاء علي الشعب بالجهل و الانحدار بارب تفوق بهية .. تحياتي

goodman said...

ياااااااااااااااة
بهية اللة يرحمها
كانت ست طيبة
الفاتحة عليها يا جماعة
تحياتى لك ولموضوعك المميز

someone in life said...

Anonymous

Thanks for your comment.. yes we are jailed behind walls of ignorence and uncivilized thoght but not enough to confess the most important to change and challenge to have better life with no trustees as I beleive we deserve it .. Kind Regards


Ragi

هههه كويس اننا جيران بس انا مش باركب المترو انا باقفل زجاج العربيه و اهرب من التلوث البيئي الشديد
و الله انا مش باسخر من الستات الغلابه دول ابدا انا صعبان عليا حالهم انهم مش عايشيين مع انهم بنات احسن بلد في الدنبا صدقني انا بيصعب عليا نظرات عيونهم و كسرة نفسهم و شقاهم ارجوا ان نكون الفكرة وصلت .. تحياتي

someone in life said...

Good man
قبل ما نترحم علي بهية ليه مش نحاول نصحيها من غفلتها و نعطيها قوة و دفعة للأمام علشان تنفض الألم و تنتعش مره أخري .. تحياتي

Badran said...

عزيزتى اتفق معك فى بعض ما ذكرت عن بهية . . حقا انها لم تعد بهذا البهاء. ولكن الا تعتقدين ان نظرتك قد تركزت تبحث عن بهية القرن العشرين ؟ تبحثين عن بهية مر عليهااعوامافلم تعد بهية . . فكيف اصبح حال باهى وسعيد ونادر . . ؟ فهل جار الزمن على بهية فقط لقداصبح نادر شحيحا فلم يعد له وجود ؟ وامسى باهر مبهورا فلم يعد يبهر احدا ؟ ؟ وصار سعيد حزينا فلم يعد يعنيه ان تكون بهية . . بهية ؟ ؟ فقد كانت بهية تزهو بسعيد فاصبحت كئيبة بحزين . انها الحياة يا عزيزتى تجور على الجميع . . فليس بهية فقط من فقدت بهاءها بل فقد البهاء بهيته
تحياتى

Badran said...

عودة لبهية
هل فكرتى يوما ان تنظرى الى وجوه الانيقات ذوات العطور والزينة والطلعة التى تبدو بهية ؟ هل رأيت الابتسامات المرسومة على الشفاه والوجوه ؟ هل تذكرين حقا ملامح بهية وابتسامتها وعطرها الجميل ؟ لقد كان يفوح منها عطر الانوثة وليس عطور شانيل او ديور . . لقد كان لوقع ابتسامتها الرقيقة سحر يسلب العقول قبل القلوب . . لم تكن تغوى احدا او تتجمل لغرض . . لقد كانت جميلة دون ان تقصد . . لقد كانت حقا بهية رغم بساطتها . . فلم ترسم ابتسامة بل كانت بسمة . . لم تكن تدعى العطف بل كانت حنان . . لم تكن تدعى العفة لقد كانت عفاف . . لم تكن قط دعية بل كانت بهية . . وعذرا ان اساء احد فهم مقصدى فلم اقصد شيئا لم اقله ولم اقل شيئا لم اقصده
تحياتى

someone in life said...

وائل بدران
افهمك تماما.. الجميع تائهون و متصنعون الأن و لكن هل يجب ان نكون غرقى الى الأبد .. لا امل من استفاقه لكل من بهيه و نادر و سعيد و بهاء و كل الأشخاص .. ارجو ذلك .. تحياتي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي
بوست رائع ، حقيقي يفوق الكلمات ، مساكين نحن رجالا و نساء في هذا الوطن
تحياتي و تقديري

someone in life said...

دكتور اياد
شكرا علي تعليقك و اعجابك بالبوست ايوه و الله احنا مساكين من الضغوط و الفقر في البلد دي

soly88 said...

سيدتى المجهوله بهيه موجوده ولكنها بعافيه حبتين ومن تشاهديهم لسن بهيه فبهيه لم تغادر من اكتر من 20 سنه منزلها ومعها الاخ باهى وسعيد ما تشاهديه فى الشوارع اشبا اللى طلتها تشرح القلب وحتى البرفانات مقلده نحن فى انتظار ظهور بهيه الحقيقيه يعنى اللى بجد