فيروزيات - 1

      كم اعشق فيروز و أغانيها .. كان صوتها دائما يتردد في منزلنا كل صباح عبر الراديو كاسيت و العديد من الأشرطة التي كانت تحتفظ بها أمي في حجرتها الخاصة جدا و الغير مسموح عادة للأخرين ان يدخلوها دون أذن .. دائما ما ارتبطت اغانيها بذكري خاصة او مناسبه 

أغاني جميله معبرة قلما تتكرر في هذا الزمن الردئ الذوق 

    خطر علي بالي ان اتناول كل فترة أغنيه من أغانيها الجميله و احكي معها ذكري في خيالي 

ستــــــي

 

  سابدأ باغنيه اسمها ستي يا ستي من مسرحية ميس الريم

http://www.youtube.com/watch?v=A6Mt08IHTCw 

 

  anne  - ستي تعني الجدة و في مصر يستخدم اهل الريف هذه الكلمه للاشارة للجدة بينما يستخدم اهل المدينه كلمه نينه أو تيته 

 لمن يفخرون بأن لهم اصول تركيه حتي لو لم يكونوا اصلا فقط احيانا تكون للاستعراض و التفاخر - يعني عقدة الخواجة

   

علاقتي بجدتي لم تبدأ منذ صغري بل منذ كان عمري يناهز الرابعة من العمر لانها لم تكن تسكن القاهرة بل احدي المدن الساحليه القريبة و لارتباطها الشديد بخالي الوحيد كانت لا تغادر منزلها ابدا الا عندما قرر السفر للعمل بالخارج و حزنت عليه فقررت أمي ان تقيم جدتي معنا 

كانت سيدة بيضاء جميله عيناها لونهما غريب  و شعرها بني يميل للاصفرار و كانت لهجتها تختلف عني و امي تتحدث معها بلهجة مختلفه لم استوعبها كثيرا لصغر سني _ عرفت فيما بعد ان تيته او الجدة من اصول شاميه و تزوجت جدي و جاء بها الي مصر فتاة صغيرة لم تتجاوز الثالثه عشر أنجبت له اربعه فتيات وولدان مات احدهما في بناء السد العالي اثر حمي شديدة اصابته اثناء العمل و بقي لها خالي الاثير و المفضل لديها

ذكرياتي مع الجدة غريبة ... كانت نشيطة للغايه تستيقظ في الفجر و تعمل طوال النهار رغم كبر سنها و كانت تهتم بي قبل ذهابي و بعد رجوعي من المدرسة و كثيرا ما كانت تضحك من خوفي من امي لو فقدت احد اشيائي في المدرسة او اتسخت ثيابي 

كنت احب عاداتها في العيد و الطعام اللذيذ الذي تطهوة مع امي و العرائس اللذيذه من عجينه كعك العيد و كنت افرح بعيديتها الكبيرة من اوراق نقديه جديدة من فئة العشرة قروش و الخمسة قروش

دائما ما كنت اجلس منكمشه في حضنها في الشتاء و هي تهدهد في و تقشر الفول السوداني و الكستناء او البطاطا المشويه و تضعها في فمي و  تحكي لي حكايات عن الامير و الجميله الفقيرة او الشاطر حسن و علاء الدين 

ماتت جدتي بعد وفاة امي بثلاث سنوات تقريبا و لم أرها تبكي ابدا و لكنها كانت تهمهم بكلمات و هي نائمه لا افهم منها شيئا

ستي يا ستي اشتقت لك يا ستي .. علي صوتك .. صوتك بعيد ...... يا ستي

ماراحت ستي كحلون لكن راحت عند القمر