منذ كنت صغيرة و ربما حتى الأن ما زلت أتمتع بذاكرة قوية خاصة للمواقف أو لأشخاص أو حتى كلمة قيلت أمامي أو كانت موجهة لي أنا شخصيا ... كثيرا ما أرقتني هذه الذاكرة ليلا .. كأن شخصا ما يوقظني ليعيد عليا الذكري او الكلمات مرات و مرات ، أحاول أتغلب على ذلك بالعودة للنوم لكن دون فائدة ، كثيرا ما عانيت من الأرق
حتى في أثناء النهار و احيانا في شدة انهماكي في العمل تطرق الذكرى أبوابي و بشدة فابتسم أحيانا أو تسقط دموعي فجأة و أحيانا يتوقف تفكيري و يفكر في الذكرى نفسها بكل أحداثها و تفاصيلها
دائما كنت في حنين لأشخاص او لأماكن لا استطيع أن انساهم لسنين و سنين رغم علمي بانهم يتجاهلوني و ينسونني بسرعة البرق ربما لان ليس لي شخصية مؤثرة في أحد أو ربما لاني لا اترك أية ذكرى لدى أحد
استعين احيانا بالمهدئات و المنومات دون جدوى لقتل هذه الذكريات بحلوها و مرها
ربما من الغريب اني أتذكر أبي الذي رحل و انا في الثالثة تقريبا مازلت أتذكر بذلته الرسمية و رائحة البايب و سيارة الجيش في الصباح الباكر ، ما زلت اتذكر التمثال البازلت الأسود في مدخل باب شقتنا القديمة و رغبتي في أن ألمسه و حجرة الارابيسك حيث كنت امتطى احد الكراسي كأنه حصان كل هذا كان دون الثالثة
الغريب اني ممكن ان لا اتذكر موضوع حدث من ثلاث ايام بشرط أنيكون عابرا و غير مؤثر في حياتي
أما الأشخاص فلا أنساهم ابدا مهما مر الزمان بافعالهم و تصرفاتهم حتي بعبق أنفاسهم
أتذكركم جميعا من منكم يتذكرني او يحن لي ... أظن لا أحد