Friday, November 7, 2008

جيران

جاء الشتاء و بدأت يتزايد الشعور بالوحدة ... الشوارع شبه فارغة من المارة .. من السيارات ، الكل بالكاد ينتهي من عمله و يهرع الي بيته مع ان البرد لم يشتد بعد.

في البنايه التي اقطن بها اكاد لا اسمع صوتا ، دائما يلفها الهدوء و قلما تجد جارا علي السلم او في المصعد ,, ينظر لي ببرود و يلقي بتحيه لا تقل برودة عن الجو بالخارج.

اتذكر جيراني القدامي و دفئهم و حفاوتهم عندما نتقابل في الطريق او علي السلم .. كان يطول الحديث و احيانا ينتهي بفنجان قهوة لو سمح الوقت .

ما زلت اتذكر اجتماع الجيران لدي انكل انطون في الدور الارضي كل اسبوع و هو يوزع اجود انواع الشيكولاته علينا نحن الاطفال و تدور فناجين القهوة المحوجة علي السيدات و الرجال و هم يتضاحكون او يتهامسون , كل عام كان يجمع ثمار شجيرات حديقته الجميله و يرسل بها للجيران . اجمل الحدائق المنزليه كانت في بيتنا القديم بمصر الجديدة .
طنط فايزة في البنايه المقابله و اجمل كريم كراميل كانت تخصني بطبق كبير انا دون الاخرين و الاكثر حزنا علي وفاة امي رحمها الله

عم يوسف حارس العقار و امراءته و لهجته الصعيديه و هداياه البسيطه من قريته من ارغفه العيش الشمسي , لم يكن يوما ما طماعا لذا حزنا عليه جميعا يوم وفاته و افتقدناه و حرصنا علي بقاء امرأته في مكانه فكانت وفية للسكان لابعد حد.

الان برودة الجيران تزيد من الوحدة.... التباعد و احيانا النفور و النظرة المتعاليه من بعضهم تجعل المرء لا يطيق مقابلتهم و لا الاشتراك في اي حديث معهم ,, الغريب ان كلهم متنافرون و لا يزورون بعضهم البعض و الحارس كل همه جمع الاموال لشراء بيت او قطعه ارض في بلده . عالم الماديات اصبح اكثر سطوة.

الحياة كانت ابسط كثيرا و قلوب الناس كانت اكثر صفاء.


14 comments:

Anonymous said...

عزيزتي
احببت كثيرا هذا البوست يمكن لاني احسست بداخل كل هالكلام والمعاني شيء دافيء ولطيف شيء شدني لايام زمان ودفء العلاقات وصدقها استطعت وصف الحالتين بدقه وبصوره جميله وخدتينا لهولاء الناس بطيبتهم وعفويتهم والتان تاهتا وسط زحام المدينه والتطور واللهاث وراء الماده ومتطلبات الحياه
يا ريت لو يعود الزمان
بنا للوراء ولو للحظات لناخذ منه
دفئا وحبا ينعش القلب
ويعيد للحياة بهجتها

soly88 said...

وصف رائع لمشاعر انسانيه وعفويه من المؤكد اننا افتقدناها
وعدت بى الى مصر الجديده التى اعشقها وبالمناسبه انا كنت اليوم فى الكوربه وشفت التقليد الجديد الخاص بغلق شارع بغداد من العاشره صباحا وحتى العاشره مساء لاتاحة الفرصه لاهالى واطفال ان يستمتعوا ويرسموا على الاسفلت
فى انتظار المزيد عن اصدقاء الطفوله

blackcairorose said...

الكل يتحدث بسلبية عن الشتاء، فلا أدرى ماذا أقول؟

أنا فى بلد صيف 12 شهرا فى العام وأحلم بالبرودة!

وكما قلت لمياسى فى مدونتها سأكتب تدوينة مخصوصة عن حبى وافتقادى للشتاء!

Anonymous said...

الجو العام لم يصبح ذلك النضر الذى تشتم فيه رائحة الهواء المنعش
ولا رائحة اوراق الشجر
ولا زقزقة العصافير

مع ان كل هذا موجود .. لكنه غير موجود بداخلنا فلا نكاد نحس به .. ذلك لأن حساسيستنا للأشياء قلت

عين فى الجنة said...

اعطينى مدينة جميلة ونظيفة ومنظمة و اى جو فيها حيكون محتمل
اما الجيران بتوع زمان موجودين لكن عاوزين مجهود علشان الواحد يلاقيهم ، المجهود ده كان اهلنا بيعملوه من زيارات واتصالات وهدايا وهكذا كانت تفتح الابواب
ارجو لكى ولعمر كل خير وسعادة

someone in life said...

ريما
فعلا ليت الزمن الجميل يعود و لكن مافات لا يعود يا ريتنا احنا نتعلم نكون مثلهم في محبتهم و دفئهم

اهلا بيكي

someone in life said...

solly 88

اهلا بالمشجع الاول للمدونه
طبعا مصر الجديدة لها جمال خاص جدا و انا كمان نفسي اروح يوم الجمعه الكوربه و اقعد علي الرصيف و ارسم علي الطرقات تقليد جميل و ان كان من اختراعات ماما سوزان كتقليد اوروبي لكنه ممتع يا تري رسمت ايه علي ارضيه الشوارع :)

someone in life said...

black cairo rose
اهلا بيكي في مصر خدي حبة برد و ارجعي تاني هههه ما تحرميش نفسك من حاجة

تحياتي

someone in life said...

شريف

مالك يا صاحب الزمن الجميل دي مش طبيعتك انت دايما متفاءل و دايما بتسمع العصافير و بتشم الزهور بتفاءلك الجميل يا تري ايه اللي حصل
اتمني تكون بخير

someone in life said...

راجي الشتوي الهوية

كيف حالك
الناس ماعادوا مثل السابق و غير مهتمين كنت انا مهتمه بذلك فعلا و كنت ارسل ابني كل اول يوم في رمضان باطباق القطايف اللذيذه لا الاطباق رجعت و لا الجيران قلبهم رق

تحياتي

Dr. Eyad Harfoush said...

عزيزتي
وصفك للجيران و روح الدفأ القديمة تثير الشجون، و تذكرني بمدينتي الصغيرة طنطا التي كانت دوما هادئة ، مع حفظ المقامات طبعا بين طنطا و مصر الجديدة ههههه، شجر الياسمين في حدائق البيوت، أفران الخبز الذي كانت له رائحة شهية و لم تعد فيه، ماء الزهر في المسجد الأحمدي، ترانيم كنيسة مار جرجس، أيام جميلة فقدناها عندما ارتهنت مصر لأمريكا و وكيلها الوهابي في المنطقة
تحياتي و تقديري

سمراء said...

هذا ما عشناه نحن الذين عشنا في مناطق شعبية أصيلة تمردنا على الشعبية انتقلنا الى الدول العربية باحثين عن المال وعدنا الى المناطق الباردة التي ندعي انها مناطق راقية ولكن التسمية الحقيقية هي المناطق الباردة كما اسميتها

عبرت عن شئ شبية في موضوع بين العشوائيين والعشوائيات سور

تحياتي وامتناني لمرورك
سمراء

someone in life said...

د.اياد

طنطا يا فندم طلعت اجدع ناس
نعم نحن نفتقد الكثير و مازال الفقد مستمرا
ربنا يرحم اولادنا

اهلا بيك

someone in life said...

سمراء
اهلا بيكي في المدونه
نعم عزيزتي كل شئ هنا بارد و قارس و لكن لاين الرحيل

ربنا يبعث بالدفء

تحياتي